الاثنين، 14 يوليو 2008

صدق الله العلي العظيم

من إمام دين التوحيد "إمام دين الدروز" ...

إذاً ... الاختيار من الخالق العظيم ... فهو الذي يختار ما يشاء ومن يشاء ... بأي زمان ومكان وآوان ... ولا يوجد مخلوق من المخلوقات قادر على تبديل أو تغيير أو تعديل مشيئة الله .... حتى لو كان هذا المخلوق ملاكاً مقرباً ... و قالت الملل والنحل والأقوام والمذاهب والمعتقدات والأديان في جميع أصقاع العالم ... قالت أن الخالق العظيم لا يكلم بشراً ... ولا تراه أعين البشر .... ولا يتواصل مع البشر ... واستنتجوا هذا الأمر من ذواتهم ... وواقع حالهم ... ومما يحصل معهم ... ومما حصل مع أسلافهم ... وتشاورا وتباحثوا فيما بين بعضهم البعض ... وباختلاف مللهم ونحلهم وأديانهم ... وخرجوا بالنتيجة التالية ... بأن الله لا تراه أعين البشر ... ولا يتواصل مع البشر ... ولا يتجلى للبشر ... لكنهم لم يعرفوا جميعهم ... بأن الخالق العظيم لم تكن هذه مشيئته ... فإن لم يظهر ويتجلى لهم ... فهذا لا يعني أنه لا يتجلى لغيرهم .... لكن الآخرين الذين تجلى لهم الخالق العظيم .... كانوا يسرّون هذا الأمر ... وهو من أسرار دينهم ومعتقدهم ... ولا يطلعون على هذا السر أحدا .... وهذه هي حقيقة مشيئة الخالق العظيم ... ولطالما أنتم لم يتواصل معكم الخالق العظيم ولم يتجلى لكم ... ولم يكلمكم ... فمن أين اخترعتم مقولة أن الخالق العظيم لا يتجلى للبشر ... ولا تراه أعين البشر .... ولا يكلم بشراً .... وإن كنتم لم يروه ... ولم يكلمكم ... ألديكم علم الغيب وقراءة الغيب .... لكنكم لم تتنبهوا لأمر هام جداً ... ومفاده ... إن لم يكلمكم الخالق العظيم ... أو يظهر لكم ... فهذا لا يعني أنه لا يكلم غيركم ... أو لا يظهر لغيركم .... وهنا يطرح السؤال التالي نفسه بشدة .... لماذا لم يظهر لكم الخالق العظيم ... ولم تروه ... ولم يكلمكم ... مع أنه [ وهذه من الحقائق والأسرار ] ... مع أنه يظهر لغيركم ... ويروه بأعينهم ... ويكلمهم ... ومع العلم أيضاً أن هذه هي مشيئة الخالق العظيم ... وليست مشيئة البشر ... نريد منكم جواباً .... بل لن نسأل عامتكم هذا السؤال ... بل نسأل خاصتكم ... نسأل أئمتكم ... رسلكم ... كبار شيوخكم ... خصيصة متدينيكم .... شيوخكم وتقاتكم وثقاتكم ... أول أجوبتكم ... الإنكار ... إنكار ذلك على الموحدين ودين التوحيد ... ووصمهم بالكذب والاختلاق ... لكننا الآن وبأمر من الخالق العظيم ... نكشف لكم هذا السر ... وقلنا لكم ... ونكرر ونقول ... نحن الموحدين ... الخالق العظيم على تواصل معنا ... منذ بدء الخليقة ... وتواصله مستمر عبر الدهور والسنين ... وحتى الآن ... ونراه ... ونكلمه ... ويكلمنا ... ويوجهنا ... ويعلمنا ... ويربينا ... ويثقفنا ... ويؤدبنا ... ويطلعنا على الأسرار والغيبيات ... ويطلعنا على أسرار دين التوحيد ... وذلك بشكل مباشر منه ... أو بشكل غير مباشر من خلال إمام دين التوحيد ... وملائكته وأنبيائه ... وقلنا لكم إن أعظم ركيزة في دين التوحيد هي الصدق ... ومنه فالذي على دين التوحيد ... لابد أن يكون صادقاً وفي جميع الأمور ... وإن لم يكن كذلك ... يستبعده الخالق العظيم من دين التوحيد ... ويطرده ... ويكون طرده لمخالفته أعظم ركيزة في دين التوحيد .... لكن الموحدين صادقين ... وغير كاذبين .... وبالتالي فنحن أصدقناكم القول الذي كان بالماضي من أسرارنا ... وبعد هذه النتيجة .... وإسقاط وصمكم الموحدين ... وصمكم إياهم بالكذب والاختلاق ...نعود لسؤالنا الرئيسي ... لماذا الخالق العظيم ظهر لنا نحن الموحدين وتواصل معنا ورأيناه .... ولم يظهر لكم جميعاً ... ولم يتواصل معكم ... ولم تروه .... بعد إسقاط حجتكم الأولى ... إي إسقاط وصم الموحدين بالكذب والاختلاق .... تأتي حجتكم التالية بوصم مولاي الحاكم بأمر الله الفاطمي بالكذب والاختلاق ... وإدعاءه الإلوهية .... لكن هذه الأمور من أسرارنا ... وأسرار ديننا .... ونحن نعرف ونعلم ... وأنتم لا تعرفون ... ولا تعلمون .... وقلنا لكم ... ونكرر ونقول ... بأن تجلي الخالق العظيم ... باسم الحاكم بأمر الله الفاطمي .... زمن الدولة الفاطمية ... هو التجلي رقم 210 للخالق العظيم [ والــ 210 تجليات ... هي جميع تجليات الخالق العظيم منذ بدء الخليقة .... حتى الآن] ... وهذا التجلي ... أي التجلي رقم 210 ... هو آخر تجليات الخالق العظيم .... ولا تجلي له بعده للبشر على الأرض ... لإنتهاء أدوار الحياة الدنيا ..... وقلنا ... وفي كل تجلي للخالق العظيم ... يقوم الخالق بتغيير في هيئته وشكله وصورته [ مع العلم أنه لا يظهر إلاّ بصورة كالبشر ]... ويتخذ اسما معيناً .... للغاية التي هو متجلي من أجلها ... ولتحسبونه أنتم ... وكأنه بشر عادي ... وطبعاً هذا الأمر من غايته ... ومن مشيئته .... وأنتم في جهالتكم تعمهون .... وفي بحور الضياع والسراب تسيمون .... إذاً نحن نعرف وأنتم لا تعرفون .... وهذه الأمور من أسرارنا ... ووضحنا لكم الآن الأمر ......

إذاً ... الخالق العظيم ... لا يكذب ... وهو مولاي الحاكم بأمر الله الفاطمي ... بجسمه وذاته ... وروحه ... لكن كما قلنا لكم ... مع تغييره بهيئته وشكله ... لمقتضى الغاية ... ومقتضى الزمان والمكان .... وحالات وأحوال البشر ... إذاً هو الخالق العظيم ... لكنكم لم تعرفوه .... وهذه مشيئته ...

إذاً .... سقطت حجتكم الثانية .... بوصم الخالق العظيم مولاي الحاكم بأمر الله ... وصمه بالكذب ... والاختلاق ... وإدعاءه الإلوهية .... وفي هذا المجال لن نتوسع ... ولن نتطرق لجميع التقولات ... تقولاتكم الكاذبة ... المفتعلة ... المضللة ... الماكرة المخادعة الخبيثة ... المرتكزة على جميع المؤثرات ... والغايات ... والمقاصد ... والنوايا ... وأنتم حتى لو كنتم بمصر ... وحتى لو كنتم بالقاهرة ... لم تكونوا بتماس مولاي الحاكم بأمر الله الفاطمي ... ولم يتواصل معكم ... ولم يخالطكم ...ولم تخالطوه ... ولم تجالسوه ... ولم تحادثوه .... بل كان قد أرسى أسواراً وأسواراً بينكم وبينه ... أسواراً من الموحدين ... وثقاة الموحدين .... ومن كان بتماسكم ... فهم صغار الموحدين .... وكما قلنا جميع الموحدين يعلمون أنه الخالق العظيم ... لكن هذا الأمر في موضع السرية ... من أسرار دين التوحيد والموحدين .... حتى كبار الموحدين ... والثقاة منهم لم يكونوا بتماس مولاي الحاكم بأمر الله الفاطمي .... فقط الذين كانوا بتماس مولاي الحاكم بأمر الله الفاطمي ... ويخالطهم ويخالطوه ... ويكلمهم ويكلموه ... هم الملائكة والأنبياء .... وعلى رأسهم إمام دين التوحيد .... إن كان هذا أمره .... فجميع قصصكم وتقولاتكم ورواياتكم عنه .... مردودة عليكم ... لأنها جميعها ... غير صحيحة ... وبالمواصفات التي قلنا لكم عنها ... إذاً أنتم لا تعلمون ... وتتكهنون ... حتى الذين رأوه منكم ... وسار بينهم ... وأستقبلهم لغايات يريدها هو ... لم يكن يفصح لهم عن مكنون ذاته ... ولم يعرفهم على شخصه الكريم ... ولم يقل لهم بأنه رب العالمين ... ولم يظهر لهم معجزاته وقدراته .... وكان لقاءه بهم لمقتضى الزمان والمكان ... وأحوال البشر ... رغم أنهم جميعهم ... حاولوا قتله وبشتى الوسائل .... وعجزوا عن ذلك .... ملايين المحاولات لقتله... بجميع الأساليب ... لكنهم عجزوا عن ذلك ..... نحن الآن لسنا بصدد إطلاعكم على حقائق ما جرى ... لكن هذه بعض المؤشرات الحقيقية .... إذاً .... سقطت حجتكم الثانية ...بشأن وصم الخالق العظيم بالكذب والاختلاق وإدعاء الإلوهية .... ونحن نعرف وأنتم لا تعرفون ... وببحور السراب تسيمون ....

المحصلة حتى الآن ... الموحدين صادقين فيما يقولون .... والخالق العظيم ... حتماً لا يكذب ... وهو أعظم الصادقين .... نعود لسؤالنا المطروح ... إن كان الخالق العظيم يتواصل مع غيركم ... لماذا لم يتواصل معكم ... ولم تروه ... ولم يكلمكم ... ولم يظهر لكم .... بعد إسقاط حجتكم الأولى ... وحجتكم الثانية ... مع العلم أننا لو أردنا أن نتكلم رداً على حجتكم الأولى والثانية .... نرد عليكم بعظيم المجلدات ... من الحقائق الصادقة ... بكل أمر من الأمور ... وبكل منحى من المناحي ... وبكل اتجاه من الاتجاهات .... وبكل شأن من الشؤون ... وبالحقائق الصادقة .... ونحن نعرف ... وأنتم لا تعرفون ......

هنا احتار دليلكم ... وتعودا كما تعودتم ... تشككون .... ما قلناه حقائق[ نحن نعرفها ومستوثقين منها ... وأنتم لا تعرفون ] وانتهينا منها ... نحن الآن نسألكم عن حجتكم الثالثة .... ولنتجاوز ... نقاشاتكم السفسطائية .... ولن نتكلم عن الخالق العظيم مولاي الحاكم بأمر الله الفاطمي .... لنتكلم عن التجليات الأخرى للخالق العظيم ... إله دين التوحيد والموحدين ... رب العالمين ... أي لن نتكلم عن تجلي الخالق العظيم [ رقم 210 ... آخر التجليات ] .... باسم مولاي الحاكم بأمر الله الفاطمي .... سنتكلم عن التجليات السابقة .... منذ بدء الخليقة .... حتى زمن الدولة الفاطمية .... قلنا لكم نحن نعلم ... من إلهنا وخالقنا أسراراً من الغيب .... وأسرار ديننا ومعتقدنا ... ففي كل تجليات الخالق العظيم منذ بدء الخليقة ... وعبر الدهور والسنين ...الأمر عنده متشابه ... حيث كان يتجلى للمرشحين والمختارين لدين التوحيد ... ويظهر لهم ... ويكلمهم ... ويكلموه ... ويطلعهم على أسرار من الغيب ... وعلى حقائق دين التوحيد ... ويظهر لهم المعجزات والقدرات التي تعجز عنها جميع المخلوقات ... وحتى الملائكة والأنبياء .... ويرسل إليهم إمام دين التوحيد وملائكته وأنبيائه ... يعلموهم ... ويثقفوهم ... ويتواصلون معهم ....ويؤدبونهم ... ويربونهم ... ويوجهونهم ... ويطلعوهم على الأسرار ... وحقائق دين التوحيد ... ويتواصلون معهم .... ولا ينقطعون عنهم .... عبر الأيام والسنين ..... وفي كل تجلي من التجليات ... يتكرر هذا الأمر .... إذاً نحن نعرف الخالق العظيم في جميع تجلياته ... وأيضاً ... نعرفه بصورته الحقيقية ... وبشكله الحقيقي ... وبإسمه الحقيقي ...[ هذه تبقى من الأسرار ] ... الذي سبحانه لا يوصف بلسان ... ويعجز عن وصفه الجنان .... وتحتار به عقول الملائكة ... فكيف الأمر بالإنسان .... وهو الذي أكد لنا ... وجميع ملائكته وأنبيائه .... بأنه ... هو هو.... لا إله غيره ولا معبود سواه ... إن كان ذلك في تجلياته [ الــ 210 ].... أو في صورته وشكله الحقيقي السرمدي الخالد ....

والآن ما حجتكم الثالثة .... مع العلم ... أنكم جميعكم ... من خلال كتبكم ومعتقداتكم ... تعرفون النزر اليسير من صفات ونعوت وأمور الخالق العظيم الحقيقية .... إذاً ... وراء الأكمة ما ورائها ... وبصريح العبارة ... وبصدقها وبحقيقتها ...لأننا أهل دين الحقيقة ... والكلام هنا كلام إلهنا وخالقنا ... الخالق العظيم رب العالمين ... وليس كلامنا مع أننا نعرف الحقائق .... [ ويكلمكم على مستوى عقول العامة والبسطاء... ولكل مقام مقال ] ....

أنا الخالق العظيم ... رب العالمين ... رب جميع المخلوقات والمخلوقين ... رب هذا الكون ... فهذا الكون بما فيه ... من بعض قدراتي ....ومع ذلك ما كنت يوماً متكبراً ... ولا متجبراً ...ولا مصعر خداً ... ولا متباهياً ... ولا مفتخراً ... ولا ظالماً ... فجميع الأسماء الحسنى من بعض صفاتي ونعوتي ... وجميع الصفات العاليات البازخات القدسيات ... في جميع كتب معتقدات العالم .... أيضاً هي بعض من صفاتي ونعوتي ... وجميع ما أتت به كتب معتقدات العالم بأمور تخصني ... فهي من بعض أموري ... إذاً ... جميعكم ... لديكم مؤشراتكم[ وهي مؤشرات حقيقية ] من أكون أنا .... ومن خلال كتبكم ومعتقداتكم ... نهيتكم عن أمور ... وأمور .... وشئون ...وشئون ... وأنا عليم بذوات النفوس والصدور ... لا تخفى عني خافية ... في كل الأزمان والأمكنة ... وعند كل المخلوقات ... وطبعاً عند كل البشر ... وبنيت كل هذا الكون بما فيه ...لأجل كلمة حق قلتها ... فتأملوا هذا الكون العظيم ... فعندها تعرفون كم هي غالية عندي كلمة الحق ... فأنا هو الحق ... ورب الحق ... وإله الحق ... وكلامي هو الحق ... أتريدونها عوجا ... من منكم أعدل مني ... من منكم أصدق مني ... من منكم ذو فضيلة وشرف أكثر مني ... من منكم ذو قيم أصيلة ومكارم أخلاق أكثر مني ... من منكم مطلع على غيب السموات والأرض أكثر مني ... من منكم ذو صفات وأسماء ونعوت ... طاهرات عاليات بازخات قدسيات أكثر مني .... من منكم ذو علم ومعرفة أكثر مني ... من منكم ذو دين وتقى وطهر وقداسة أكثر مني ... من منكم أعّرف مني في جميع أموركم وشئونكم وأحوالكم ... وقلنا لكم كيف أختار وأرشح .... لفيف من البشر ليكونوا على دين التوحيد ... وهي ليست مكرمة مني ... إنما بالعدل والحق والإنصاف والقسطاط ... وبتوفر شروط الترشح فيهم ... فالجميع عبادي ... وجميعكم سواسية عندي ... لكن عندما تتحقق شروط الترشح لدين التوحيد في أشخاص منكم ... عندما يصبحوا هؤلاء الأشخاص من خصيصتي .... وقلنا لكم كيف أتواصل معهم أنا وملائكتي وأنبيائي ... إن كنت لم أتواصل معكم ... فالعيب حتماً ليس مني ... فعودوا لأعمالكم وأقوالكم وأفعالكم ... عودوا لذوات نفوسكم ...قد يقول قائل منكم بل أنا على سراط مستقيم ... بل هي حصيلة كتاب مقداره أكثر من 343 مليون سنة ... ولكل نفس كتابها ... وأنهي كلامي ... وليعلم جميعكم بأني لا أظلم أحداً ولو كان جباراً من جبابرة الأنس والجن ... لا أظلمه مثقال ذرة ... فتنبهوا ... وتيقظوا ... وتذكروا لعلها تنفع الذكرى ... وتذكروا أيضاً .... حسابي الحق العادل ... ومن إستوفى ... فهو الآن على كواكب المعالجات والعقابات والقصاصات والعذابات .... ولن يعود إلى الأرض ... ويبقى هناك خالداً بمسخه ... زمناَ سرمدياً أبدياً ... حتى هؤلاء فأنا لست ظالم لهم ... وهذا ما جنته نفوسهم وأيديهم ... وبالحق وبالعدل قصاصهم ومعاقباتهم .....

صدق الله العلي العظيم .

صدر وأفهم علناً

من إمام دين التوحيد .


 

    

ليست هناك تعليقات: